هل أنتى أنثى أم لا
لو سألت الناس فى مجتمعاتنا العربية يعني ايه أنثى أو ايه هي مواصفات الأنثى فى مجتمعكو، حيردو عليك رد من اتنين.
يا إما…
تافهة، مايصة، كل دماغها لبس وموضة ومايكب ولفات طرح أو تسريحات شعر. كل كلامها نميمة وحكايات عن مسلسلات تافهة تفقع المرارة، وكل اهتمامتها الخروج فى المولات والكافيهات أو القعدة على فيس بوك وقدام التليفزيون.
كلامها بقى كله (بليز، وسورى ،وإتس أوكى) ، وبتنادي أصحابها (يا كوكي، ياتوتي، يا قلبي، يا عقلي).
اه وكمان بيحبو يسوقو مع انهم مبيعرفوش ومهما اتعلمو برضو مبيعرفوش، ولا حيعرفو.
آدى ملخص النظرة الأولى لكلمة أنثى عندنا.
أما النظرة التانية لكلمة أنثى فهي…
واخدة الحياة جد جدا. عاملة حدود قوية فى تعاملاتها مع الجنس الآخر. ومش بتحب تصاحب بنات “من النوعية الأولى اللى لسه شرحهالكو”.
لا بتفكر في لبس ولا مايكب ولا خروجات. ويوم ما تخرج (مع أصحابها اللي بيبقوا شبهها) ، فكبيرهم الأزهر بارك أو كافيه في وسط البلد.
بتحب تشتغل جدا علشان تحقق ذاتها، وبتتفانى في أداء شغلها علشان تثبت للمجتمع إنها مش أنثى من النوعية الأولى وإنها تقدر تشتغل زي الرجالة وأكتر كمان.
وغالبا كل نوع من دول بيبص للتاني باستغراب…اللي هو انتى ازاى عايشة كده ؟؟!!
أنا عن نفسي، فضلت فترة كبيرة من حياتي وأنا من النوع التاني للأنثى.
طول عمري وانا جد بحكم إني الكبيرة بتاعت أخواتي وشايلة المسئولية وكده. ولما دخلت الجامعة وفي تاني سنة ليا فى الكلية اشتركت فى أنشطة الكلية والموضوع ده زود الجد اللي في حياتي وبقت الأنشطة والكورسات هما كل حياتي، حتى فى الأجازات.
اتخرجت واشتغلت على طول ودايما مكنش عندي أي وقت فاضي.
استمر وضعي كده لحد منتصف فترة حملي الأول تقريبا لما تعبت وسبت الشغل. وفضلت قاعدة فى البيت حوالي سنة ونص.
الموضوع ده عملي فراغ كبير جدا. فراغ خلاني أبدأ أتحول…
بقيت بتابع المسلسلات وأتابع الموضة وأشغل بالي بس باللبس والخروجات.
يعني باختصار تحولت وبقيت أنثى بالمعنى الأول.
بس مكنتش مرتاحة. أو بمعنى أصح مكنتش كلي مرتاحة.
جزء مني كان حابب اللى بقيت أعمله ومستمتع بيه. وجزء تانى متضايق ومكتئب ومشتاق للأنثى القديمة.
وفضل الموضوع ده شاغلني كتير. وبحثت كتير عن أنهي فيهم الصح، وأنهي الأفضل، وأنهي اللى حيريحني أكتر ويخليني مبسوطة.
وبعد بحث وتفكير، وتجريب كتير توصلت إن الاعتدال ف كل شئ هو أفضل شئ.
يعنى ليه مكونش شيك وستايل وامشى ع الموضة “اللى يمشى منها معايا بس” ، واهتم بشكلي ومظهري جوه وبره البيت…وفي نفس الوقت أنمي نفسي بكورسات اخدها أو كتب أقراها !!
ليه مخرجش واتفسح وأبسط نفسي كده…وبرضو أشتغل وأقوم بمسؤلياتي على أكمل وجه، سواء جوه أو بره البيت !!
ليه متعلمش السواقة وأسوق بس من غير دلع ولا استهتار يخلي السواقين اللى حواليا يشدو ف شعرهم من البنات واللى علمهم السواقة !!
ايه المشكلة لما اتدلع مع أهلي وأصحابي وجوزي والناس القريبين مني، بس مع الناس الغرب عني، وفى شغلى وتعاملاتي أكون جد الجد !!
ايه المانع لما اعترف بالجزء الضعيف اللى فيا، وأقول على حاجات لأ مقدرش أعملها…وأنا واثقة إن فيه غيرها عشرات ومئات الحاجات اللي أقدر أعملها، وبمنتهى البراعة !!
فيها ايه لما أجمع بين الصفات الفطرية فى الأنثى واللي خلقها فيا ربنا وميزني بيها، وبين صفات الأنثى الجد المجتهدة واللى بتسيب علامة في أي مكان تتواجد فيه.
وساعتها يبقى هو ده تعريف كلمة أنثى فى قاموسنا العربي.
وأقدر ساعتها أقول:
أنا أنثى…وأفتخر
هل أنتى أنثى أم لا