
واحنا قاعدين بتعشى أنا وأسرتي على السفرة، فاجئتنا بنتي ذات ال7 سنوات بالسؤال التالي…
رومي: ماما في فكرة جت في دماغي وعاوزة أسألك عليها
أنا: يا هلا بالأفكار .. اتفضلي حبيبتي
رومي: مش ممكن يكون ربنا مش هو اللي فعلا خلق الإنسان والحيوانات وكل الكائنات ؟!!
أنا: مممم طب الفكرة اللي جتلك بتقول مين اللي خلقهم ؟
رومي: أي حد تاني .. زي الأرض مثلا
(تقصد كوكب الأرض)
أنا: طب وتكون خلقتهم ازاي ؟
رومي: تكون خلقت أول إنسان اللي هو سيدنا آدم، وطلعته كده من تحت الأرض .. هو والسيدة حواء .. وبعد كده هم خلفوا .. وبقت الناس كلها موجودة.
وليد: طب يا رومي ومين خلق الأرض ؟
رومي: محدش .. زي ما بنقول إن محدش خلق ربنا وان هو اللي خلق كل حاجة ..
(أنا ووليد دخلنا في حالة صمت .. البنت حُجتها “عقليا” منطقية هههههههه )
أنا: مممم مناقشة حلوة يا رومي، بس ممكن نكملها بعد العشا ؟
رومي: أوكي
(طول العشا وأنا بفكر في المنطق اللي بنت عليه كلامها باندهاش وتعجب .. وربنا هداني لفكرة فكملنا كلام تاني بعد العشا)
أنا: ها يا رومي .. مستعدة نكمل كلامنا في مين خلق الإنسان وكل حاجة تانية ؟
رومي: اه .. يلا
أنا: انتي عارفة يا رومي .. أنا مبسوطة أوي بتفكيرك.
رومي (وهي مستغربة): بجد !!! ليه يا ماما ؟؟
أنا: لأنه فكرني بتفكير واحد من أجمل الأنبياء والرسل اللي أرسلهم لينا ربنا.
رومي: بجد!! مين؟؟!
أنا: سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
رومي (باستغراب وفرحة): هو قال زيي كده!!
أنا: اه .. بظبط .. بس هو كمل كمان
رومي: ازاي؟؟
أنا: بصي يا ستي .. سيدنا إبراهيم كان أهله كلهم بيعبدوا الأصنام .. حتى باباه .. وكبر لقاهم كلهم بيعبدوا التماثيل والأصنام وبيكلموهم ..
بس هو قعد يفكر، لقى إن التماثيل دي شيء مش بيفكر ولا بيشوف ولا بيحس .. فازاي هم يكلموهم ؟ والتماثيل دي متقدرش تحقق لهم طلباتهم ولا تقدر تعمل حاجة .. فازاي هم يعبدوهم .. فقرر إنه يدور على ربنا ..
رومي: ايه ده .. ازاي؟؟
أنا: فضل يفكر ويدور مين الكبير العظيم اللي ممكن يكون خلقنا وخلق كل حاجة موجودة حوالينا..
وربنا هو اللي حكالنا عنه في القرآن، وبيقول:
“فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ”
يعني لما جه عليه الليل شاف نجم منوّر في السما، فقال هو ده ربي. وبعدها النجم اختفى وغاب. فقال سيدنا إبراهيم لأ مينفعش ده يكون ربنا لأنه اختفى.
“فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ”
يعني بعدها شاف القمر طالع ومنور الدنيا الضلمة، فقال بس يبقى هو ده ربي. وبعدين الليل خلص والقمر غاب ومشي. فقال لأ أكيد ده مش ربنا، ربنا مبيختفيش كل شوية.
يعني ينفع يا رومي ربنا شوية يظهر عندنا، وشوية يختفي من عندنا ويظهر عند ناس تانية ؟؟
رومي (وهي بتضحك): لأ طبعا مينفعش
أنا: أهو سيدنا إبراهيم قال زيك كده. عارفة بعدها عمل ايه؟
رومي: عمل ايه؟
أنا: فضل يفكر ويدور .. مرضاش يرضى غير لما يلاقي ربنا ويعرفه.
وبعدها النهار طلع والشمس طلعت ونورت وشكلها جميل. فقال بس يبقى هي دي ربنا.
“فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ”
يعني قال اه دي الشمس دي أكبر من النجم اللي شفته وأكبر من القمر يبقى أكيد هي ربي. ولما النهار خلص الشمس حصلها ايه ؟؟
رومي: مشيت طبعا.
أنا: بظبط. فسيدنا إبراهيم قال: لأ تبقى متنفعش تكون ربنا. ده معناه إن أكيد فيه رب كبير هو اللي خلق الشمس الكبيرة دي، والقمر اللي بيروح وبييجي، والنجوم، والسما، والأرض. وراح قايل لأهله: يا قوم إني بريء مما تشركون. أنا مش حعبد اللي انتوا بتعبدوه. أنا حعبد ربنا اللي خلق السما والأرض والشمس والقمر.
أنا: عرفتي بقى أنا ليه بقولك تفكيرك فكرني بتفكير سيدنا وحبيبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام !
رومي: اه يا ماما. أنا مكنتش أعرف إن حد من الأنبياء فكر كده.
أنا: ربنا ممنعناش نفكر يا رومي. ربنا بيحبنا نفكر. المهم لما نفكر منسكتش. نسأل حد بنثق في كلامه، ومهم جدا إنه يكون متخصص في الحاجة اللي بنسأل عنها علشان ميديناش معلومات غلط.
وأنا بقى مش حرد على سؤالك بتاع (ليه متكونش الأرض هي اللي طلعت سيدنا آدم)
أنا حسيبك تفكري زي سيدنا إبراهيم وتدوري وتيجي تاني نتكلم. ولو مجتيش حسألك تاني بكرة ونشوف وصلتي لايه. أوكى ؟
رومي: لأ أنا عارفة الإجابة خلاص مش محتاجة أستنى لبكرة.
أنا: طب ايه هي ؟
رومي: الأرض متنفعش تكون هي ربنا
أنا: ليه
رومي: لأن الكون والفضاء كله أكبر من الأرض. وربنا مينفعش تكون حاجة أكبر منه.
أنا (بانبهار): مظبوط يا حبيبتي. ربنا يبارك فيكي.
رومي: وكمان الأرض احنا نقدر نشوفها من الفضاء، لكن ربنا مينفعش حد يشوفه دلوقتي.
أنا: طب ليه ربنا مينفعش حد يشوفه دلوقتي.
رومي: لأنه شايلهالنا مكافأة خاصة لينا في الجنة
أنا: مظبوط يا حبيبتي. ربنا يكتبهالنا. أنا بحبك أوي يا رومي
متقفلوش باب الأسئلة في وش الأطفال، مهما كانت غريبة وتخض ساعات. الأسئلة لما مش بيتفكروا فيها ويناقشوها، بتتخزن جواهم في هيئة شكوك تخلي إيمانهم ضعيف ومعرض لأي خطر..
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.