تكون العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج جيدة جدا ولكنها تفتر وتتغير بعده.
ما يحدث هو اختلاف اللغات التي يعبر ويستقبل بها كل طرف عن حبه لشريكه. الأمر أشبه بأن يتزوج رجل يتحدث الإنجليزية فقط، بامرأة تتحدث الصينية فقط .. فهو طوال الوقت يخبرها عن حبه لها ولكنها لا تفهم منه شيئا..
ثم تحاول هي جاهدة أن تقول له كم تحبه ولكنها تقول ذلك باللغة الصينية التي لا يفهم منها شيئا ..
فما يلبث الزوجان إلا أن يتعبا وييأسا من نجاح التواصل ..
هذا بالضبط ما يحدث معنا. فكل منا يستقبل ويعبر عن الحب بلغة من لغات الحب الخمسة التي تحدث عنها الكاتب ..
ولكن حتى هذه اللغات لها لكنات مختلفة. فمثلا الذي يسكن في صعيد مصر يتحدث لغة مصرية تختلف تماما عمن يقطن القاهرة، حتى ليظن السامع أنهما لغتان مختلفتان تماما. لذا من الهام معرفة لغة الحب الخاصة بنا نحن ثم التعرف على لغة الحب التي يتحدثها شريكنا في العلاقة.
وبالتالي إذا أراد طرفان التواصل بشكل فعال وقوي وأن يبنيا بينهما رابطة حب قوية، فعلى كل منهما أن يكتشف ويتعلم لغة الطرف الآخر في التعبير عن الحب..
فمن يتحدث الصينية عليه أن يتقن الإنجليزية ليوصل بها مشاعره للطرف الآخر الذي لا يتحدث سوى الإنجليزية.
وهذا ليس بين رجل وامرأة فقط، وإنما في أي علاقة اجتماعية بين طرفين أو أكثر. أم وابنها/ ابنتها، زوج وزوجته، صديقة وصديقتها … إلخ.
————————————
الفصل الثاني: احرص على أن يكون خزان الحب ممتلئا
الإنسان بفطرته يسعى للحصول على الحب. فبداخل كل منا احتياج قوي للشعور بأنه محبوب، لا يقل عن احتياجه للمأكل والملبس.
وهذا ما أجمع عليه علماء النفس بمختلف اتجاهاتهم. فالطبيعة البشرية تسعى للحصول على الحب والتقدير. ولهذا مثلا يُعدّ الحبس الانفرادي من أقوى وسائل التعذيب، لأنه منافي لطبيعة الإنسان في الرغبة في الحب ووجود العلاقات في حياته.
ولكن كلمة حب هي كلمة واسعة يختلف معناها كثيرا. فهي تستخدم في العلاقات وبين الأشخاص للتعبير عن عاطفة صحية..
وتُستخدم أيضا لتبرير السلوكيات والأفعال..
فيدخل أحدهم في علاقة محرمة ويسميها حبا، في حين يسميها رجل الدين خطيئة. ويتدخل الأب والأم في كل رغبات طفلهما، ويسمونه حبا، ويسميه علم النفس تربية غير صحية.
إذن ما السلوك الصحي الذي يمكن أن يسمى حبا؟؟
يقول علماء نفس الطفولة بأن داخل كل طفل خزان حب يجب أن يتم ملئه، وهذا هو وظيفة الأسرة الأساسية. وكلما كان هذا الخزان فارغا كلما أساء الطفل التصرف. ثم تبدأ الاضطرابات النفسية في الحدوث لهذا الطفل الذي ينشأ بخزان حب فارغا.
ويحكي الكاتب قصة “آشلي” التي أصيبت بمرض جنسي معدي وهي في سن الثالثة عشر، لممارستها العلاقة الحميمة مع شاب يكبرها بسنة. وذكرت آشلي أنها لم تكن ترغب في إقامة تلك العلاقة ولكنها فقط رغبت أن تشعر أنها محبوبة. حيث أنها نشأت بين والديها المنفصلين وكل منهما يسعى لتلبية احتياجه الخاص للحب ونسياها هي تماما. وظل خزان الحب الخاص بها فارغا لمدة سنوات، بالرغم أن والداها لبيا لها كل احتياجاتها المادية، إلا أنهما لم يستطيعا أن يتحدثا لغة الحب الخاصة بآشلي ولم يعرفاها إلا بعد فوات الأوان.
وبالمثل أيضا الكبار والبالغين، داخل كل منهم خزان حب.
وتأتي الرغبة في الشعور بالحب على رأس الرغبات الزوجية. وهذا هو الهدف الأساسي من نظام الزواج، تلبية الشعور بالحب والحميمية.
ومن الخطر أن يبدأ أحد الطرفين حياته الزوجية بخزان فارغ، لأن هذا سيجعله عاجزا عن التعبير عن الحب وأيضا في سعي مستمر لملء خزانه الخاص.
الحفاظ على خزان الحب ممتلئا هو الأساس لنجاح العلاقة الزوجية، وأي علاقة اجتماعية. فهو بمثابة الوقود الذي يملأ خزان السيارة لتسير .. وإلا تتوقف تماما وتتعطل
إذن فلماذا نشعر بسعادة غامرة عند الوقوع في الحب، ثم تختفي هذه السعادة بعد الزواج ؟
—————————————-
الفصل الثالث .. الوقوع في الحب
الوقوع في الحب يعطّل عقلنا عن تقييم تجربتنا بشكل منطقي محايد، وتبدأ عواطفنا في التدخل لإقناعنا بنجاح تلك العلاقة أيا كانت مقوماتها.
ولكن تلك المشاعر تفتر قطعا بعد فترة، وتبدأ سلسلة من المشاكل نتيجة الانتباه لتفاصيل كانت تتغافل عنها عواطفنا من قبل..
وهنا يبدأ العالم الحقيقي للزواج؛ حيث يمكن لكلمة أن تجرح ولنظرة أن تؤلم، وقد تتسبب مشكلة واحدة في إفساد العلاقة للأبد..
وتبدأ التعبيرات الغاضبة والانتقادات..
قامت عالمة النفس “دوروثي تينوف” بعمل دراسات على عشرات الأشخاص الذين مروا بتجربة (الوقوع في الحب) وأكملوا العلاقة بناء على عواطفهم فقط.
وتوصلت إلى انتهاء ما أسمته بـ (هوس الحب) بعد “عامان” في المتوسط. وحينها يبدأ كل طرف في رؤية ما لم يلقي له بالا من قبل، ويبدأ العقل في التدخل بقوة. حتى إنه يصل كثيرا لقرار بإنهاء العلاقة.
وقد رفض بعض علماء النفس تسمية هذه التجربة بالحب، فهي ليست حب حقيقي. وقد أسمتها تلك العالمة بمرحلة (هزل) تسيطر علينا فيها نشوة السعادة، وتعوقنا عن التقدم في حياتنا أو بذل أي مجهود .. وهي تختلف عن الحب الحقيقي الذي يتم بإرادتنا.
والسبب هنا يكمن في عدم امتلاكنا المعلومات الكافية عن تجربة (الوقوع في الحب)، فنتوهم أننا مختلفين عن باقي الأزواج، وأننا سنستمر في هذه العواطف للأبد .. ثم بعدها نفيق على حقيقة الزواج.
وهذا في الحقيقة شيء جيد وليس سيئا. فمشاعر الحب في بداياتها تعطينا لذة وهمية بالسعادة، فنكتفي بها ولا نهتم لشيء آخر في الحياة ..
فالطالب يكتفي بتلك اللذة ولا يبالي لدرجاته السيئة، والموظف لا يستطيع التركيز في عمله لأنه مغمور بتلك اللذة طوال اليوم.
فلا يسعى الشخص حينها للتطور ولا لتحقيق نجاح في أي مجال. فهو مكتفي بالسعادة التي توفرها له مشاعر الوقوع في الحب. وبالتالي إذا استمرت تلك المشاعر في كل العلاقات سينهار المجتمع بأكمله ولن يتطور..
فإذا كانت هذه المشاعر المندفعة ليست حب حقيقي وتم الزواج بالفعل فماذا نفعل؟
ويشير الكاتب إلى أنه كان هناك خيارين لهذه المشكلة:
الأول أن يستمر الزواج دون حب ولا مشاعر حقيقية ويتحول لحياة بائسة .. وهو الخيار الذي اختاره جيل آبائنا ..
والثاني هو أن يتم الطلاق ، ويبحث كل طرف عن سعادته مع آخر .. وهو الخيار الذي اختاره أغلب جيلنا .. والذي يفسر تزايد نسب الطلاق بشكل كبير جدا في معظم دول العالم.
في حين أن هناك خيار ثالث؛ وهو الحب الحقيقي الذي يأتي بإرادة صاحبه ..
فكيف يكون هذا؟
يتحقق الحب الحقيقي عندما يستطيع كل طرف أن يملأ خزان الحب الخاص بشريكه. وهو ما أسماه المؤلف (لغة الحب) الخاصة بشريكي في العلاقة.
فلكل شخص خزان عاطفة داخله يمتلئ عن طريق استخدام لغة الحب الخاصة بهذا الشخص، وعندها يقوم هذا الشخص بتقديم الحب الحقيقي العميق الصادق للطرف الآخر.
ويصف “تشابمان” كل ما سبق ب (الأخبار السارة للمتزوجين الذين فقدوا الشعور بالحب). لأنه إذا كان الحب اختيارا، إذن فإنه في وسعهم أن يتبادلوا الحب مرة أخرى بعد انتهاء مرحلة (هوس الوقوع في الحب)، وعادوا إلى الحياة الحقيقية مرة أخرى.
هذا الحب الذي يقول: “أنا متزوج من هذا الشخص، وقد اخترت أن أهتم لأمره” بالطرق المناسبة له.
——————————————–
الثلاث فصول الأولى، هي تقديم لأهمية لغات الحب. وتعريف ماهي لغات الحب وفيم تستخدم .. والتحدث حول ما يحدث للعلاقات بدون استخدام لغات الحب الخاصة بأطراف تلك العلاقات وكيف أنها تنهار بشكل أو بآخر.
والكتاب مليء بالقصص والأمثلة على تلك التجارب.
وإلى لقاء في الفصل الرابع، والذي يتحدث عن أول لغة من لغات الحب الخمس…
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.