القائمة إغلاق

تلخيص كتاب (لغات الحب الخمس) – الفصل الرابع

الفصل الرابع: لغة الحب الأولى .. كلمات التشجيع

إحدى الطرق للتعبير عن الحب عاطفيا هي استخدام الكلمات المشجعة. وهنا سنقف كثيرا عند معنى كلمة ((مشجعة))

كلمة تشجيع تعني تحفيز الشجاعة الكامنة داخلنا..

كل منا يمر بأوقات يفتقر فيها إلى الشجاعة والقوة للقيام بعمل ما مهما كان مُهمًّا وضروريًّا. وهذا الافتقار يمنعنا من القيام بالأشياء الإيجابية التي نرغب في فعلها.

الكلمات التشجيعية تحفز القوة الكامنة داخل الطرف الآخر.

يتطلب التشجيع منك أن تتعاطف مع شريكك في الحياة، وأن تعرف أولوياته هو .. من منظوره هو.

من الممكن أن يكون ممارسة الكلمات التشجيعية صعب عليك إذا لم تكن هذه هي لغتك الخاصة، وخاصة إذا كنت من أصحاب كلمات الانتقاد كثيرا. ولكن ببذل بعض المجهود سيسهُل عليك تعلّمها وممارستها.

————————————–

الأسلوب الذي نتحدث به:

إن الأسلوب عليه عامل كبير جدا في توصيل الرسالة الحقيقية وراء الحديث. فالأسلوب الرقيق الهادئ يوصل مشاعر صادقة وحقيقية حتى وإن كانت الكلمات هي كلمات غاضبة. والعكس صحيح..

فإن أخبرت شريكك أنك حزين ومتألم لأنكما لم تجلسا سويا بمفردكما منذ فترة، وقلت ذلك بأسلوب هادئ رقيق فسيشعر شريكك حقا باهتمامك وحبك له وسيهتم لألمك كثيرا..

ولكن أن تخبره بنفس العبارات ولكن بصوت قاسِ به تذمّر، فما سيصله فقط هو أنك لا تشعر بمسؤولياته والضغوطات التي يواجهها في عمله. وأنك تلومه دون أن تهتم لمشاعره.

الأسلوب هنا يصنع فارقا كبيرا جدا في إيصال الرسالة..

إن الحب لا يتوقف عند الأخطاء .. ولا يحتفظ بالأخطاء السابقة .. وفي العلاقات لا نستطيع أن نقوم بالصواب دائما..

فإذا أخطأنا علينا الاعتراف بذلك وطلب الصفح، ثم ترك الأمر يمضي ويصبح جزءا من التاريخ لا نسترجعه مع كل مشكلة جديدة..

الصفح هو السبيل إلى الحب. وإني لأتعجب من كثرة من يُفسِدون كل يوم جديد باليوم الذي قبله، لأنهم مازالوا يعيشون فيه. وهم بذلك يفقدون فرصة أن يعيشوا يوما جديدا رائعا.

إذا أردنا أن يحب كل منّا الآخر علينا أن نعرف رغبات واحتياجات الطرف الآخر. ومهم أن نتعلّم كيف نعبر عن مشاعرنا دون أن نجرح الآخر..

فكلمات مثل التالية، لا تعبر عن الحب. بل تعبر عن الغضب والرغبة في الانتقام:

لا أصدق أنك فعلت ذلك..

لا أعتقد أنني سأنسى هذا يوما ما..

ربما لا تعرف ما سببته لي من آلام..

لا أعرف كيف تستطيع أن تجلس بهذا الهدوء بعد أن فعلت معي ما فعلت..

لا أعرف إن كنت سأستطيع مسامحتك يوما ما..

الطريقة التي نعبر بها عن رغباتنا مهمة جدا. فإذا عرضناها في هيئة أوامر فإننا بذلك نقضي على أي احتمالية للحميمية وتبادل الحب، أما إذا عبّرنا عنها في صيغة طلب فتكون إرشادات للطرف الآخر تخبره عن احتياجاتنا الحقيقية وتسمح بمساحات كبيرة لتبادل الحب ووجود الحميمية بيننا..

إذن فنحن نستطيع أن نعلّم شريكنا في الحياة، ما هي اللغة الخاصة بنا نحن وكيف يتقن هو التحدث بها، فقط عن طريق الأسلوب.

ولتوضيح ذلك اقرأوا معي المثال التالي:

الزوج الذي يقول لزوجته: هل تتذكرين طاجن اللحم الذي كنتي تعدينه؟ هل يمكنك أن تجهزي لنا واحدا اليوم؟ فأنا أحبه كثيرا.

هو بذلك يعطيها إرشادات حول كيفية التعبير عن حبها له. وهكذا تُبنى الحميمية…

وعلى الجانب الآخر، فإن الزوج الذي يقول لزوجته: إنك لم تعدي لي طاجن اللحم منذ ولادة الطفل، ولا أعتقد أنني سآكله ثانية قبل 3 سنوات على الأقل.

بذلك هو تحوّل من التصرف كشخص بالغ، إلى سلوك مراهق غاضب غير ناضج…

وبالمثل الزوجة التي تقول لزوجها: هل تستطيع تغيير اللمبة هذا الأسبوع؟ أنا أحب المكان مضيء جيدا.

هي بذلك تعبر عن حبها من خلال ما تطلب…

عكس التي تقول: متى ستغير هذه اللمبة التي طلبتها منك مرارا وتكرارا؟ أنا لا أحب الضلمة والأماكن المعتمة.

فبذلك تكون زوجة متسلطة توقفت عن حبها له…

مثال آخر على أهمية وقوة تأثير الأسلوب الذي نتحدث به، حتى نبرة الصوت..

إن نبرة الصوت التي نقول به الكلمات، تشكل فارقا كبيرا في إيصال الرسالة والمعنى. فإن الجملة الواحدة يمكن أن تفيد معنيين مختلفين؛ وذلك يعتمد على طريقة نطقك لها.

فمثلا عبارة (أنا أحبك) إذا قيلت بلطف ستوصل رسالة حقيقية بالحب..

ولكن ماذا عن عبارة (أنا أحبك؟)..

إن علامة الاستفهام تغير معنى هاتين الكلمتين تماما.

وبالمثال فإننا في بعض الأحيان نقصد بكلماتنا شيئا ما، ولكن نبرة صوتنا الحادة أو تعبيرات وجهنا الغاضبة توصل معنى بعيد تماما عما نقصده في الحقيقة.

لهجات مختلفة…

الجزء الأخير من هذا الفصل، يتحدث فيه الكاتب عن اللهجات المختلفة لنفس اللغة.

فكما ذكرنا سابقا، يمكن أن يتقابل شخصان من مصر يتحدثان اللغة العربية .. أحدهما من القاهرة والآخر من إحدى مناطق الصعيد التي تربى بها ولم يغادرها.

عندما يبدأن بتبادل الحديث سيجد كل منهما صعوبة بعض الشيء في فهم كلام الآخر، فلهجة اللغة العربية في الصعيد تختلف كثيرا عن اللهجة في القاهرة.

وبالتالي لا يكفي أن يتحدث كل منهما اللغة العربية لكي يتفاهما…

وبالمثل فكلمات التشجيع لها لهجات مختلفة وقد يكون عليك تجريب أكثر من لهجة مع شريك حياتك لتصل إلى اللهجة الأكثر تأثيرا فيه .

كلمات التشجيع منها ما يعتمد على الثناء والمدح؛ مثل أن تقول لها: (تبدين رائعة في هذا الثوب)..

ومنها ما يعتمد على الاعتراف بالإنجازات التي يقوم بها الطرف الآخر؛ مثل أن تخبريه: (لقد ارتحت كثيرا عندما قمت بإلقاء القمامة بالخارج)..

وقد تكون اللهجة الخاصة بكلمات التشجيع هي الشكر والتقدير على مسؤولياته الأساسية وواجباته؛ فتقولين له مثلا: (شكرا لك على ما تنفقه علينا للطعام والشراب)..

وإلى اللقاء في الفصل الخامس، واللغة الثانية من لغات الحب الخمس..

Comments

comments