الفصل الخامس .. لغة الحب الثانية: تكريس الوقت
تحدثنا في الفصل السابق عن أول لغة من لغات الحب وهي، كلمات التشجيع. وبينّا كيف أن تلك اللغة تؤثر في العلاقات، ويمكن تحدثها بلهجات مختلفة. (لمراجعة ملخص تلك اللغة، اللينك في أول تعليق)
يتحدث “جاري تشابمان” في هذا الفصل عن طريقة من الطرق التي تملأ الخزان العاطفي أو خزان الحب لدى البعض؛ ألا وهي قضاء الوقت معا .. فالوقت لدى هؤلاء يعني اهتمام وبالتالي يعني حب ..
ولغة تكريس الوقت لا تعني فقط قضاء الوقت مع الطرف الآخر، ولكنها تعني قضاء للوقت معه باهتمام وتركيز ودون مشتتات. وهو ما أسماه المؤلف “المعية” …
فالزوج الذي يقضي الوقت مع زوجته يتحدث إليها أثناء مشاهدة مباراة على التلفاز هو في الحقيقة يركز أكثر على المباراة وهي ما تسترعي تركيزه، وبالتالي لن تشعر الزوجة بالاهتمام الذي ترغب في الحصول عليه من قضاء هذا الوقت..
وبالمثل الزوجة التي تجلس مع زوجها وهو يحادثها بينما هي تتواصل مع صديقاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي في الحقيقة لا تعكس له اهتمامها به هو وبما يقوله، فلا يحقق هنا قضاء الوقت معا هدفه المنشود..
عندما أجلس مع الطرف الآخر على الأريكة وأعطيه ٢٠ دقيقة من اهتمامي الكامل، فأنا بذلك أعطيه ٢٠ دقيقة من الحياة. وهذا موصّل عاطفي قوي للحب.
——————————————–
المحادثة الخاصة …
وكما ذكرنا سابقا فإن كل لغة لها لهجات مختلفة يتحدثها ويفهمها أصحابها، وبالتالي هي بالتحديد ما يحتاجون إليه لملء خزانات الحب لديهم ..
والمحادثات الخاصة هي من أهم لهجات لغة تكريس الوقت. فهدفها ليس التحدث وقول الكلمات (مثل اللغة الأولى)، ولكن هدفها هو الاستماع والفهم لمشاعر الطرف الآخر وأفكاره ورغباته .. هي وقت تقضيه مع شريك حياتك في محادثة خاصة، تستمع فيها إليه بكل اهتمام وتكريس وقت وانتباه، لتعرف ما يدور بداخله وما يرغب فيه حقا.
ويركز المؤلف على أهمية مهارة (الاستماع) في هذه اللغة وتلك اللهجة بالتحديد…
فكثير منا لم يتدرب على (الاستماع) ولكننا تعودنا على (السمع) والتحليل والنصح. في حين أن تلك اللهجة تتطلب استماع حقيقي، بتفهم وتعاطف دون نصح ولا إرشاد إلا إذا طلب مننا الطرف الآخر ذلك بوضوح.
ولتحسين مهارة الاستماع، يمكن اتباع الإرشادات التالية:
-
التواصل البصري: لأنه يساعد العقل على عدم التشتت.
-
لا تستمتع لشريكك بينما تفعل شيئا آخر في نفس الوقت: ممكن إخباره أنك تهتم حقا للاستماع إليه وتريد التركيز بالكامل معه، لذلك يعطيك بضعة دقائق لتنهي ما تفعله الآن ثم تنتبه إليه بشكل كامل.
-
استمع إلى المشاعر وراء الكلمات: عن طريق سؤال نفسك بماذا يشعر شريكي الآن؟
-
لاحظ لغة الجسد.
-
لا تقاطع.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.