القائمة إغلاق

تحرش الأطفال

“أنا كنت مرعوبة من اللي حصل ومش عارفة أروح فين”

هكذا قالت الفتاة المراهقة وهي تتحدث عن حادثة التحرش التي تعرضت لها في طفولتها.

“أنا حسيت إني فقدت طفولتي”

بعد الحادثة بدأت أعزل نفسي عن أهلي وأصحابي وأقعد لوحدي كتير .. بقيت بنام بصعوبة .. وبحلم أحلام وحشة ومخيفة ..

مبقتش بعرف أركز في المذاكرة ولا في المدرسة .. ومش بعرف أفتكر الحاجة بسهولة .. بنسى كتير

الموضوع أخد مني (10 سنين) على ما قدرت أتكلم وأحكي لأي حد اللي حصلي وأنا عندي 6 سنين

—————————————————

تحرش الأطفال 

خلونا نبدأ بداية “قد” تكون صادمة لكن مهمة جدا للتوعية..

لما تعرف إن آخر إحصائية ظهرت بتقول إن نسبة تحرش الأطفال حاليا وصلت ل25% .. يعني من كل 4 أطفال فيه طفل حصله أو بيحصله تحرش..

نسبة مرعبة .. صح؟

طيب لما تعرف إن 43% من النسبة دي .. يعني ما يقرب من نصها .. بيحصل للأطفال تحت سن ال8 سنوات !!

ساعتها حتفهم أهمية إننا نتكلم في موضوع تحرش الأطفال .. وأهمية إننا ناخده بجدية .. ونبدأ نشتغل عليه جوه بيوتنا ومع أولادنا..

مش لازم نستنى لما الحادثة تحصلّنا

التحرش بالأطفال (سواء من بالغين – أو من مراهقين – أو من أطفال زيهم) بقى موجود وبكثرة..

علشان كده مهم نتعلم عنه مرة واتنين .. ومنقولش لأ ده بعيد عننا .. وبيحصل للتانيين بس

أول نقطة – ودي أهم نقطة:

لو انت كأم أو كأب اتعرضتوا لحادثة تحرش (سواء في الطفولة – أو ما بعد ذلك) .. والحادثة دي متحلتش جوالك .. فضروري جدا انك تلجأ لمساعدة متخصصة..

مش ممكن كآباء نعرف نساعد أولادنا وندعمهم ونحميهم من التحرش بشكل صحي .. لو احنا عندنا مشكلة في الموضوع ده ولسه متحلتش..

خليك شجاع .. انت مغلطتش في حاجة .. واطلب المساعدة 💛

تاني حاجة: الوقاية .. الوقاية .. الوقاية

لو في التربية بشكل عام بنقول (الوقاية خير من العلاج) .. يبقى في موضوع تحرش الأطفال بشكل خاص، حنحط تحتها 100 خط

متستناش لما ابنك/ بنتك يحصلهم حاجة “لا قدر الله” .. أو يتعرضوا لموقف تحرش علشان تبدأ تعالج الموضوع عندهم..

ابدأ من بدري..

ابدأ مع الطفل من سن سنتين .. أو بمعنى أدق، من أول ما تبدأ تدريبه على خلع الحفاض

((طبعا من قبلها كمان فيه ممارسات بتاخد بالك منهم انت كأب/ أم، زي إنك متغريش الحفاض لابنك قدام حد .. وغيرها .. لكن الأهم مع الطفل هو التركيز المباشر في تعليمه هو شخصيا عن نفسه وعن الموضوع من أول مرحلة البوتي تريننج))

النقطة التالتة – التعامل مع جسم الطفل:

🔸️ أثناء فترة البوتي تريينج، ممنوع يكون البوتي في الصالة أو في مكان تاني في الشقة غير الحمام

البوتي زيه زي التويلت بظبط .. عمرك شفت تويلت محطوط بره في السفرة ولا الليفنج؟؟؟

هل منطقي إن حد لو حابب يدخل الحمام، يروح قالع هدومه واحنا قاعدين كده وسطنا، ويروح قاعد جنبنا يعمل بيبي؟؟؟

الممارسات اللي زي دي بتدي رسالة للطفل إن مفيش مشكلة أي حد يشوف أعضائك الخاصة .. عادي يعني

🔸️ لما يبدأ بقى الطفل يستخدم التويلت نفسه، لازم يتعلم إننا بنستخدم الحمام والباب مقفول

ميقعدش على التويلت والباب مفتوح .. حتى لو مفيش حد تاني غيرنا في البيت ..

الهدف إننا نعلّم الطفل .. ونبرمجه إن قلع هدومك ده مش حاجة عادية كده تتعمل بدون احتياطات وحماية

رابعا – الاستحمام وتغيير الملابس:

خصوصا في الأسر اللي فيها أكتر من طفل

مفيش طفل يغير هدومه قدام أخوه أو أخته .. ومفيش طفل يدخل يستحمى مع أخوه أو أخته ..

ولو حبوا يلعبوا في الميه مع بعض في البانيو مثلا، يلبسوا مايوهات كأنهم رايحين بسين بره في نادي بظبط..

تاني أنا ببرمج الأولاد على إن جسمهم ده حاجة غالية ومهمة ومينفعش يعرضوها قدام حد..

خامس حاجة – التسمية والتعليم:

جسم الإنسان فيه 4 مناطق خاصة .. وليس 3 زي ما البعض معتقد

(الفم – منطقة الصدر “خصوصا للبنات” – المؤخرة – منطقة الحوض من الأمام)

وأنا بعلم الطفل إن دي ايده واسمها ايد .. ودي اسمها رجل .. ودي اسمها عين .. أنا كمان بعلمه أسماء الأعضاء الخاصة بتاعته بمسمياتها اللي بستخدمها جوه الأسرة..

الموضوع علم مفيهوش خجل ولا فيه عيب

ومهم كمان إني مستخدمش أسماء (دلع ولعب) للمناطق الخاصة دي .. زي توتتي وغيرها

أنا عاوز أعلّم الطفل إن دي حاجة جد وطبيعية زي أي جزء تاني في جسمه

ملاحظة هامة: وأنا بعلم الطفل عن المناطق الخاصة أعلّمه بتوازن .. مفيش داعي للذعر والمبالغة

علشان الطفل ميتكونش عنده شعور بالخزي والعار تجاه جسمه ..

هو مش بيغطي المناطق دي علشان هي عار .. هو بيغطيها علشان هي غالية جدا ومهمة .. وهو دوره يحميها ويحافظ عليها 💙

سادسا – احترام حدود الطفل الجسدية:

واحترام حدود الطفل الجسدية يتضمن احترام رغباته ..

(يعني يا حبيبي بوس طنط عيب .. سلّم على عمو .. أصل نانا حتزعل لو مسلمتش عليها .. احضن جدو علشان يديك حاجة حلوة – إلخ.)

دي كلها ممارسات خطر جدا .. بتعلّم الطفل إن فيه حالات هو حيكون مجبر فيها إنه يتواصل بجسده “حتى لو تواصل آمن” بدون رغبة منه ..ولكن علشان فلان ميزعلش .. أو علشان ياخد الحاجة الحلوة

🔸️ وداخل كمان ضمن احترام حدود الطفل، عدم تصويره بدون استئذانه..

علّم أولادك إن حقهم يسمحوا لشخص ما بتصويرهم أو يرفضوا ويقولوا لأ

7 – مراقبة ومتابعة المحتوى اللي بيشوفه الطفل على الشاشات:

الأفلام والإعلانات والبرامج والعروض وحتى الكارتون .. بقوا مليانين مخاطر فكرية كبيرة على الأطفال

ومفاهيم زي الشذوذ الجنسي بقى بيتم التعامل معاها على إنها جزء طبيعي من حياتنا .. بل وفيه تعمد لنشر الأفكار اللي زي دي على أساس إن دي حرية

أمثلة كتير على أفلام وعروض وبرامج كارتون، كانت آمنة جدا ومفيهاش أصلا مجال لعرض أفكار جنسية .. وبقى يتم دس الأفكار الجنسية الخطر فيها بين الحلقات والمشاهد

  8 – بناء علاقات قوية مع الأبناء 💞

صعب أوي إني أكون طول الوقت بعاقب الطفل، ويزعقله، وبصرخ في وشه .. وأبقى مستني منه لما يحصل موقف خطير وكبير زي التحرش، إنه ييجي يحكيلي ويتحامى فيا

الطفل محتاج يصدق ويشوف “عمليا” إني أمانه وحمايته .. مش أنا مصدر التهديد لي

لو خايف فعلا على أولادك من المجتمع الخارجي .. احميهم منك انت أولا

وقف زعيق – ضرب – صريخ – لوم – تهديد – تأنيب – احتقار للطفل – كلمات جارحة هادمة – …

ولو قلتلي بحاول بس مش عارف، حقولك روح اطلب مساعدة متخصصة ..

وبمنتهى الأمانة والوضوح بقول، لو رسيت إنك تدفع كل ما تملك، علشان تعالج مشاكلك وتحمي أولادك منك .. يبقى اعمل كده وفورا

9 – كلمة لأ:

اتلكمنا كتير عن حقنا النفسي في قول كلمة (لا) .. لا لمهمة مش عاوزين نأديها – لا لوقت احنا مش سامحين بيه – لا لتحمل فوق طاقتي – لا لأداء دور مش دوري …

يبقى الأولى نطبق كل ده مع أولادنا قبل أي شيء..

الطفل محتاج مساحات “آمنة” يتعلّم ويتدرب فيها إنه يقول (لأ)

لأ وانت قابل منه كلمة لأ .. لأ وهو مطمن .. لأ وهو مقبول مش منبوذ علشان رفض .. لأ وهو محبوب حب غير مشروط

دي حتبقى أحد أسلحته الأساسية للدفاع عن نفسه ضد التحرش

10 – وآخر نقطة – مهارات الدفاع عن نفسه:

علميه إنه إنسان مقدر وكريم .. وإن من حقه يدافع عن نفسه ضد أي حاجة تمس هذا التكريم

علميه ميقبلش إهانة ويدافع عن نفسه ضدها ..

علّمه ميسمحش لحد يمد ايده عليه – ويرفع ايده يصد الايد اللي بتعتدي عليه

مهارة صد الايد دي أحد مهارات الدفاع عن النفس المهمة .. الأفضل طبعا يتعلم رياضة دفاع عن النفس .. لكن حاليا ممكن تتعلموها سوا في البيت

علمه يزعق جامد لو حد حاول يلمسه..

واعمل ده في لعبة معاه جوه البيت 

((مثلوا سوا تمثيلية أو مسرحية – فيها حدا بيقرب زيادة من حد “بدون مبالغة” – وانت بتبعد عنه وبتقوله بصوت عالي “ابعد” أو “ستوب”))

كرر المسرحية مرة واتنين لحد ما الطفل يتقنها ويتعلم عن حدوده وازاي يحميها وازاي يدافع عن نفسه

وطبعا احنا بنعمل كل ده واحنا شغالين على توعية الطفل نفسه بقضية التحرش .. عن طريق قصص .. حواديت .. فيديوهات

وفي النهاية ربنا يحافظ على أولادنا جميعا

ياريت كان العالم مكان، مش محتاجين فيه نكتب موضوع زي ده – بس ده الواقع ومحتاجين نكون مستعدين للتعامل معاه

الموضوع ده نشرته على صفحتنا على الفيس بوك .. للي حابب يتابعنا هناك

Comments

comments