الحساسة
قبل التطرق لتقديم وسائل المساعدة فى التعامل مع الطفل الحساس، علينا فى البداية معرفة معنى طفل حساس ؟؟!!
الطفل الحساس هو طفل ولد بجهاز عصبى منتبه وسريع الاستجابة لجميع المؤثرات المحيطة. وذلك يجعله شديد التأثر لأى تغيرات طفيفة تحدث حوله، سواء فى أحداث أو مشاعر المحيطين به.
وتتفاوت درجة الحساسية من طفل لآخر تبعا لجهازه العصبى، وكذلك العوامل الوراثية والبيئية.
أما عن الأم التى لديها طفل حساس، فعليها أن تقدر تلك السمة الرائعة. فهو ليس بمرض ولا نقص أو عيب فى الطفل.
ولتعلمى أن نسبة انتشاره بين الأطفال تبلغ 20 % تقريبا أى من بين كل 10 أطفال هناك طفلين ذوو شخصيات حساسة.
وللأسف فى كثير من الأحيان، وكثير من المختصين يتعاملون مع الشخصية الحساسة من زاوية واحدة فقط، وهى استجابته العالية لأى فعل وانعكاس ئلك على مشاعره، وشعوره بالخجل والخوف فى بعض المواقف.
ويغفلون العديد من الجوانب المميزة فى هذه الشخصيات، مثل:
- احساسه العالى بالخطر..
- وتوقعه لعواقب الأفعال ..
- قدرته على الانضباط الذاتي إذا تم التعامل معه بشكل سليم ..
- أيضا الطفل الحساس هو طفل مبدع ولديه سرعة بديهة ..
- ولديه قدر كبير من التعاطف مع الآخرين ..
- بالإضافة لامتلاكه حس عال من الحكمة.
والآن لبعض الطرق التى يمكن بها تنشأة الطفل الحساس بشكل سليم:
- الأساس بشكل عام فى التعامل مع الطفل ذو الشخصية الحساسة هو أن تفكرى فى كل شئ قبل القيام به معه أو أمامه، ومدى تأثير هذا الفعل على الطفل ومدى تقبله له..
- يجب أن ينشأ الطفل فى جو من التفهم والتقبل والاحتواء لينضج بشكل سوى ويستطيع التعامل مع المجتمع المحيط به.
فالشخصية الحساسة تحتاج للتقدير، ولتفهم دوافع ردود أفعالها وسلوكياتها.
ولا يشعر أن أسرته تستنكر تلك المشاعر التي يمر بها .. حتى لا تتحول تلك المشاعر لضعف في التقدير الذاتي، أو رهاب اجتماعي مثلا ..
أذكر أن أختى (وهى شخصية شديدة الحساسية لكن أمى لم تكن تعلم كيف تتعامل معها بالشكل الأنسب) فى مرحلة الجامعة كانت تخجل من أن تسير فى الشارع بمفردها، وكان ذلك بالطبع يمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعى.
3. يحتاج الطفل الحساس إلى إقرار مشاعر ..
ماذا يعني هذا ؟
يعني أن يتم قبول كل ما يمر به من مشاعر .. ولا ينكر عليه أحد أي شعور مهما بدا لهم غير منطقي وليس له مبرر ..
يعني أن يمتنع الأهل عن النظر لهذا الطفل على أنه مُبالغ .. فما يعبر عنه هو ما يشعر به حقا .. حتى وإن اختلف عما يراه أهله ..
4. عند التقويم يجب أن يتم ذلك بهدوء وباحترام لشخصية الطفل .. ويتم بشكل خاص بين الطفل ووالده/ والدته .. وليس أمام أحد ..
5. تعليم الطفل الاستقلالية فى حل مشاكله.
فليس على الأهل التدخل السريع فى حل المشاكل بغرض التخفيف على الطفل. فهذا بمثابة رسالة للطفل أنه غير قادر على حل أزماته، إنما تترك الأم الفرصة لصغيرها للتصرف على سجيته حتى وإن أخطأ.
(اقرأ أيضا: ابني يبكي بشدة ولفترة طويلة جدا بسبب خط زيادة في الرسمة)
6. وقت بكاء الطفل الشديد يجب على الأهل التدخل بحكمة لمساعدته على تهدئة البكاء وليس وقفه .. وأن يتم ذلك بعد عملية إقرار المشاعر التي تحدثنا عنها في الخطوة رقم 3
فبدلا من إخبار الطفل: كف عن البكاء، أو أن الأمر لا يستدعى كل ذلك…إلخ
يمكن احتضانه والسماح له بالبكاء وتفريغ مشاعره .. ثماللعب معه لعبة (توقف) بكثير من المرح والضحك. وأيضا محاولة إلهاؤه بشئ آخر تنجح كثيرا .. بعد تفريغ المشاعر ..
وفى النهاية فإن الطفل الحساس هو طفل رقيق مرهف مبدع متفهم لمشاعر الآخرين..فقط إذا تمت تنشأته فى بيئة مناسبة