القواعد من أهم الأشياء الواجب توافرها فى حياة الطفل.
ومن الممكن البدء فى وضع نظام للطفل ابتداءا من عمر سنتين…
وجود القواعد فى حياة الطفل يوفر له الشعور بالأمان ويزيد من ثقته بنفسه وينمى لديه تحمل المسئولية..
كما أنه يساعد الأم على أداء دورها التربوى ويوفر قناة اتصال فعالة بين الأم وطفلها..
لكن يبقى هنا هدف الأهل من وضعها، وذلك الهدف هو ما يحدد نتائج وتأثير تلك القواعد ويحدد أيضا آثارها على قنوات الاتصال بين الأهل والأطفال..
كثير من الأهل يظنون “مخطئين” أن الهدف من القاعدة هو السيطرة على سلوك الطفل..
وبالتالى تتحول تلك القواعد إلى مجموعة من القيود هدفها سلسلة الطفل وتقييد سلوكه والتحكم به..
وتكون النتيجة الطبيعية لمثل هذا النوع من القواعد، هى مجموعة من العقوبات التى تزداد شدتها كلما ازداد خرق الطفل لتلك لكل قاعدة..
كما أن الأهل يصابون بالإحباط كلما وجدوا أنها لا تحقق أهدافهم فى السيطرة على سلوك طفلهم والتحكم به. وبالتالي يزيدون من تصعيد عواقب خرق القواعد مما يضر بجسور التواصل بينهم وبين أطفالهم..
بينما الهدف الحقيقى الفعال لوضع القواعد هو مساعدة الطفل فى السيطرة على أفعاله ولكن من قبل ذاته..
وبالتالى مثل تلك القواعد تساعد على تشكيل شخصية قوية للطفل وتؤهله لتشكيل استقلاله الذاتى وتطور لديه القدرة على التحكم فى افعاله بنفسه والسيطرة عليها..
تماما مثل قوانين الطبيعة. فالطفل الذي يحاول الانتقال من غرفة لأخرى عبر اختراق الحائط سيرتطم بالحائط شاعرا بالألم. والحائط هنا لا تفعل ذلك لتسيطر عليه بل لتعلمه أن الأبواب هى الوسيلة الصحيحة لاجتياز الغرف..
ولكى تحقق تلك الأهداف الإيجابية يجب أن تتحلى ببعض المواصفات، منها:
1. توضيح القاعدة قبل وقوع الخطأ أو بعيدا عن وقت اختراقها.
2. عند عرض القاعدة على الطفل يجب توضيح هدفها والفائدة منها، بالإضافة إلى توضيح عواقب اختراقها.
3. يجب أن يوجد عدد محدود من القواعد فى حياة الطفل. فمثلا على الأهل اختيار أكثر المواقف خطرا أو تأثيرا فى السلوك أو أولوية تعلم سلوكيات معينة فى مرحلة ما، وتحديد القواعد المؤهلة لاكتساب تلك السلوكيات..
4. يجب أن تكون عاقبة اختراق القاعدة او عدم الالتزام بها ثابتة وليست متصاعدة مرة بعد مرة. فبذلك نكسب الطفل مزيد من الثقة والاستقلال الذاتى، ونساعده على تطوير تحكمه الذاتى بسلوكه وأفعاله.
5. أن يتسم الأهل بالثبات والاستمرارية فى التمسك بالقاعدة. فلا ييأسوا من عدم التزام الطفل بالقاعدة. فالاستمرارية فى تمسك الأهل بالقاعدة هو ما يرسخ لدى الطفل ثبات القاعدة وأهميتها، والثبات فى تطبيق عواقب اختراقها هو ما يطور لدى الطفل القدرة على التحكم الذاتى بسلوكياته..
وفى النهاية أؤكد على أن هدف الأهل من وضع القواعد والتزامهم بها هو ما يشكل جسور التواصل بينهم وبين أبنائهم